آفة تهدّد بركة رزقك فاحذرها

آفة تهدّد بركة رزقك فاحذرها
2025/12/11

 إن من أخطر ما يرفع بركة الرزق ويجلب سخط الله: ظلم الناس في حقوقهم، والغش، والتلاعب في المعاملات.

لذلك سجّل القرآن قصة شعيب عليه السلام لتكون موعظة حيّة لكل من أراد النجاة. فقد كان قومه يتلاعبون بالموازين، يأخذون حقهم كاملًا ويعطون الناس منقوصًا، فلما رأى شعيب هذا الانحراف، دعاهم إلى العدل، وحذّرهم من سوء العاقبة قائلاً:(وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ )
، فالعدل أساس البركة، وميزان يختبر صدق الإيمان.

واليوم، وإن تغيّرت الصور، إلا أن الجوهر واحد؛ فالغش لا يزال بابًا واسعًا لمحق البركة، ومن أبرز صوره:

أولًا: الرشوة في العمل:


 هي مالٌ يدفع لإبطال حق أو تمرير باطل. وقد لعن النبي ﷺ الراشي والمرتشي، لأنها تُعطّل الحقوق، وتفتح أبواب الظلم، وتجلب مالًا لا خير فيه ولا بركة، بل قد يكون سببًا في ضيقٍ لا ينقطع.
 وقد قال النبي ﷺ:
"لعن الله الراشي والمرتشي".

ثانيًا: ترك العمل قبل انتهاء وقته:


 من يأخذ أجرًا كاملًا مقابل وقت لم يعمل فيه، فقد ظلم صاحب العمل، وشابة قوم شعيب في التطفيف. فالوقت أمانة، والراتب مقابل ساعات عمل حقيقية لا صورية.

ثالثًا: عدم إتقان العمل:

 قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.

والإحسان في الوظائف والمهام ليس تفضّلًا، بل عبادة. والتقصير المتعمد، والإهمال، وتسليم العمل ناقصًا كلها صور من الغش الذي يرفع البركة، ويجعل الرزق بلا أثر.
 

إن رسالة شعيب عليه السلام ليست قصة تُقرأ، بل تحذيرًا يعاد في كل زمان:
 طهّر معاملاتك… راقب ميزانك… واتقِ الله في رزقك. فمن صَحَّت نيته واستقام كسبه، بارك الله له في ماله وعمره ووقته.

والآن… سؤال لك:
 ما الصورة التي ترى أنها أكثر انتشارًا اليوم من صور الغش، وتحتاج إلى إصلاح عاجل؟
 شاركنا رأيك… فقد يكون سببًا في تنبيه غيرك.



 

بحث

الأكثر تداولاً

مع تطبيق مصحف المدينة استمتع بتفسير شامل للآيات يساعدك على فهم القرآن الكريم بسهولة

حمل مصحف المدينة الآن

مدار للبرمجة © 2021 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة