يُعَدّ سعيد بن جبير (ت 95هـ) من أعلام التابعين وأحد أبرز قرّاء القرآن الكريم، جمع بين العلم بالقراءات، وفقه المعاني، والورع في التطبيق.
نشأته وشيوخه:
وُلد في الكوفة، في بيئة امتلأت بحلقات التلاوة والحديث، فشبّ محبًّا للقرآن، ملازمًا للعلماء.
أخذ القراءة والتفسير عن عدد من كبار الصحابة، أبرزهم:
عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وهو شيخه الأوّل، حتى صار من أشهر رواة تفسيره.
عبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير، فتعلم منهما فقه القرآن والعمل به.
كما سمع من أنس بن مالك وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنهما.
فكان بحقّ حلقة وصل بين قرّاء الصحابة وتلاميذ التابعين.
تلاميذه وأثره:
تخرّج على يديه عدد من كبار القرّاء والمفسرين، منهم:
عطاء بن السائب ومنصور بن المعتمر، وهما من أئمة القراءة بالكوفة.
الضحّاك بن مزاحم وسفيان الثوري، الذي قال عنه:
“خذوا التفسير عن سعيد بن جبير، فإنه أعلم من بقي بتفسير القرآن.”
بقي أثره ممتدًا في تلاميذه وأسانيد القراءة، فكان من الثقات الأئمة الذين حفظ الله بهم كتابه أداءً وضبطًا.
وقد وصف الإمام الذهبي سعيد بن جبير بأنه "الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُقْرِئُ، المُفَسِّرُ، الشَّهِيْدُ" [السير]
وعَنْ هِلَالِ بنِ يِسَافٍ، قَالَ: دَخَلَ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ الكَعْبَةَ، فَقَرَأَ القُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ [الزهد للإمام أحمد] .
وعَنْ وِقَاءِ بنِ إِيَاسٍ، قَالَ: كَانَ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ يَخْتِمُ القُرْآنَ فِيْمَا بَيْنَ المَغْرِبِ وَالعَشَاءِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَكَانُوا يُؤَخِّرُوْنَ العِشَاءَ [السير]
وعَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ: أَنَّهُ كَانَ يَخْتِمُ القُرْآنَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ [حلية الأولياء]
وفاته:
توفي سنة خمسٍ وتسعين للهجرة، بعد حياة حافلة بالعلم والتعليم والتلاوة، وكان استشهاده على يد الحجاج بن يوسف صفحةً مؤلمة من صفحات الصبر والثبات على الحق.
❓سؤال للتفكر:
كيف ترى ثبات سعيد بن جبير أمام الحجاج شاهدًا على صدق تلاوته وعلمه؟ وهل يمكن للقرآن أن يصنع فينا مثل هذا الثبات اليوم؟









