سورة الشورى هي السورة الثانية والأربعون في ترتيب المصحف، وعدد آياتها ثلاث وخمسون آية، وهي من السور المكية في أغلبها، وقيل إن بعض آياتها مدنية.
نزلت بعد سورة فصلت، وسُمّيت سورة الشورى لورود قوله تعالى فيها: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}، وهو اسم يعبّر عن مبدأ عظيم في الإسلام، يرسّخ قيمة التشاور والتعاون في إدارة شؤون الأمة.
أهداف ومضامين السورة:
تبدأ السورة بحروفٍ مقطعة: (حم عسق)، لتذكّر بعظمة القرآن المنزل من عند الله، وتؤكد أن الوحي الذي أُنزل على محمد ﷺ هو امتداد للوحي الذي أُنزل على الرسل من قبله، مما يدلّ على وحدة الرسالات السماوية في أصلها ومصدرها. كما تُبرز السورة جانب التوحيد، وتدعو الناس إلى عبادة الله وحده دون شريك، وتوضّح أن الخلق والأمر كله لله، وأنه سبحانه هو الرزّاق القوي المتين.
ومن أهم موضوعات السورة بيان أن اختلاف الشرائع لا يعني تعدد الأديان، فالأصل واحد، والمصدر واحد، وهو الله تعالى. كما تتناول السورة صفات المؤمنين الذين يجمعون بين العبادة والعمل، فيقيمون الصلاة، وينفقون مما رزقهم الله، ويتشاورون فيما بينهم، فيجمعون بين الإيمان والوعي والمسؤولية.
فضل السورة ودروسها الإيمانية:
ترسّخ سورة الشورى مفهوم العدل الإلهي، إذ تذكّر بأن الله وحده الذي يفصل بين عباده فيما اختلفوا فيه، وتدعو إلى الصبر والثبات في وجه الأذى، وإلى مقابلة السيئة بالحسنة، مما يجعلها سورة جامعة لقيم الأخلاق والتسامح والإيمان الراسخ.
أما في فضلها، فلم يثبت حديث صحيح مخصوص بها، غير أن تلاوتها كسائر سور القرآن تُثاب عليها القراءة والتدبر. وقد ورد في بعض كتب الفضائل غير الموثوقة أحاديث ضعيفة عن خواصها، لذا يُكتفى بما ثبت من عموم فضل القرآن، لقوله ﷺ: «اقرؤوا القرآن فإنه يأتي شفيعًا لأصحابه».
وختامًا:
اجعل من هذه السورة نورًا في يومك، وتدبر معانيها، وطبّق مبدأها في حياتك: أن يكون أمرك شورى بينك وبين من حولك، وأن يكون قلبك متصلاً بالوحي، فبالتشاور والقرآن تُبنى القلوب والأمم.
📖 شارك غيرك هذا التدبر، وابدأ اليوم بقراءة سورة الشورى وتأمل رسالتها لك.
شارك هذا المقال
