لا تستكبر على الناس .. درس عظيم من وصايا لقمان!

لا تستكبر على الناس .. درس عظيم من وصايا لقمان!
2025/12/09

تمثل وصايا «لقمان الحكيم» لابنه نموذجًا رفيعًا للتربية الإيمانية والأخلاقية، فقد جمعت بين التوحيد، وحسن التعامل مع الخلق، وبين تهذيب النفس وإصلاح السلوك.

وفي سياق هذه الوصايا، نصح لقمان ولده بجملة من الآدابِ في مُعاملةِ النَّاسِ، منها أنه نهاه عن احتِقارِ النَّاسِ، والتكبُّر عليهم:

﴿وَلَا تُصَعِّرۡ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمۡشِ فِی ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالࣲ فَخُورࣲ﴾ [لقمان ١٨]

أي: لا تستكبر على الناس، بل ألِن جانبك لهم، وأقبل عليهم متواضعًا، ولا تُوَلِّهم شِقَّ وجهك وصفحته كما يفعله المتكبِّرون إعجابًا بأنفسهم.

وفي هذه الوصية يعلّم لقمان ابنه أن التعامل مع الناس يبدأ من تعبيرات الوجه:

باللين، والبِشر، ولطف النظر، وعدم التكبر في الإقبال عليهم أو الاستماع إليهم.
فمن أعظم ما يكسب محبة الخلق أن يراهم المرء بوجه مشرق، ونفس منفتحة، بعيدًا عن كل مظاهر الاحتقار أو التعالي.

وقد كان النبي ﷺ، يقول: «لا تَحقِرَنَّ مِنَ المعروفِ شَيئًا، ولو أنْ تَلْقَى أخاك بوَجهٍ طَلْقٍ» [مسلم (2626)]

وقوله تعالى: (وَلَا تَمۡشِ فِی ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ) أي: مُعجبًا بنفسك، مختالًا في خطواتك، وكأن الأرض لا تسعك!. ولهذا قال الله بعدها: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور) أي: كل متكبر متباهٍ في نفسه وهيئته وقوله!

فالخيلاء ليست فقط في الكلام، بل قد تظهر في طريقة المشي: تكبّر، تعالٍ، شعور بالعلو على الناس.

ومن فن التعامل مع الناس أن تُشعرَ من حولك أنك واحدٌ منهم، لا تمشِ بينهم بتفاخر، ولا ترفع نفسَك فوقهم، فإنَّ العظمة لله وحده!

ثم نصح لقمان ابنه:

﴿وَٱقۡصِدۡ فِی مَشۡیِكَ وَٱغۡضُضۡ مِن صَوۡتِكَۚ إِنَّ أَنكَرَ ٱلۡأَصۡوَ ٰ⁠تِ لَصَوۡتُ ٱلۡحَمِیرِ﴾ [لقمان ١٩]

(ٱقۡصِدۡ فِی مَشۡیِكَ) أي: توسَّطْ، واعتَدِلْ في مِشيَتِك بلا تكَبُّرٍ ولا استِعجالٍ، بل امشِ بسَكينةٍ ووَقارٍ وتواضُعٍ، بلا سُرعةٍ ولا تباطُؤٍ.

(ٱغۡضُضۡ مِن صَوۡتِكَۚ) أي: واخفِضْ مِن صَوتِك، فلا ترفَعْه مِن غيرِ حاجةٍ.

والصوت المرتفع أحدُ صور الكِبر؛ لأنه غالبًا يصدر عن شعور داخلي بالرغبة في السيطرة أو فرض الذات؛ ولذلك شبّه الله الصوت المرتفع بصوت الحمير في البشاعة والقبح؛ فقال سبحانه: (إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِير).

ونستفيد من هذه الوصية في التعامل مع الناس أن يتحدث المرء: بصوت موزون، وخفضٍ يليق بمقام المخاطب، بعيدًا عن الصياح والسخرية، دون شدّة أو جفاء.

🌟دعنا نستفيد من تجربتك: هل تعرف شخصًا متكبرًا في حياتك .. وكيف تتعامل معه؟

بحث

الأكثر تداولاً

مع تطبيق مصحف المدينة استمتع بتفسير شامل للآيات يساعدك على فهم القرآن الكريم بسهولة

حمل مصحف المدينة الآن

مدار للبرمجة © 2021 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة