قال النبيُّ ﷺ لأبي سعيد بن المعلّى: «لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ الْمَسْجِدِ»، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ قُلْتُ لَهُ: أَلَمْ تَقُلْ لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ؟ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي، وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ» [رواه البخاري]
ومن أسماء سورة الفاتحة:
- الشفاء والشافية: لأنها تشفي صاحبها من داء الكفر والضلال والجهل، وكذلك تشفي بإذن الله من الأمراض النفسية والعضوية.
- الرُّقية: لأنه يُرقى بها، ويُستشفى بها من المرض، ومن العين والحُمَّى، ولدغ الحية والعقرب، ومن كل داءٍ وسُمٍّ.
فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: «نَزَلْنَا مَنْزِلًا، فَأَتَتْنَا امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: إِنَّ سَيِّدَ الْحَيِّ سَلِيمٌ، لُدِغَ، فَهَلْ فِيكُمْ مِنْ رَاقٍ؟ فَقَامَ مَعَهَا رَجُلٌ مِنَّا مَا كُنَّا نَظُنُّهُ يُحْسِنُ رُقْيَةً، فَرَقَاهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَبَرَأَ، فَأَعْطَوْهُ غَنَمًا وَسَقَوْنَا لَبَنًا، فَقُلْنَا: أَكُنْتَ تُحْسِنُ رُقْيَةً؟ فَقَالَ: مَا رَقَيْتُهُ إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ! قَالَ: فَقُلْتُ: لَا تُحَرِّكُوهَا حَتَّى نَأْتِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: مَا كَانَ يُدْرِيهِ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟ اقْسِمُوا، وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ مَعَكُمْ» [متفق عليه]
وفي رواية أبي داود أن الراقي "انطلق يَتْفُلُ عليه ويقرأ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فكأنما أُنْشِطَ من عِقال، فانطلق يمشي، وما به قَلَبَة" أي: داءٌ وعِلَّةٌ.
وفي رواية الترمذي: «أن أبا سعيد هو الذي رقاه» وفيه: «أنه قرأ (الحمد) سَبعَ مَرَّات، وأن الغنم كانت ثَلاثين شَاة».
فإلى كل مَن:
- ابتُلي بأمراض القلوب كالحسد والنفاق والعشق والتعلّق بالمخلوقين..
- أو ابتُلي بأمراض الأبدان وغيرها من العين والسحر والمسِّ..
عليكم بالفاتحة؛ فهي كما قال ابنُ القيم -رحمه الله- تشتمل "على الشفاءين: شفاء القلوب، وشفاء الأبدان" … إلى أن قال:
«وقد جرّبتُ أنا من ذلك في نفسي وفي غيري أمورًا عجيبةً، ولا سيّما مدّةَ المقام بمكّة أعزَّها الله تعالى. فإنّه كان يعرض لي آلامٌ مزعجةٌ، بحيث تكاد تقطع الحركةَ منِّي، وذلك في أثناء الطّواف وغيره، فأبادر إلى قراءة الفاتحة، وأمسح بها محلَّ الألم، فكأنّه حصاةٌ تسقط. جرَّبتُ ذلك مرارًا عديدةً. وكنت آخذ قدحًا من ماء زمزمٍ فأقرأ عليه الفاتحة مرارًا وأشربه، فأجد به من النّفع والقوَّة ما لم أعهد مثله في الدَّواء. والأمرُ أعظم من ذلك، ولكن بحسب قوّة الإيمان وصحّة اليقين» «مدارج السالكين» (1/ 92)
💥عالج نفسك بالفاتحة.. وانعم بالعافية .. وشاركها مع أحبائك!









