سورة الإخلاص.. كنز التوحيد والفضائل!

سورة الإخلاص.. كنز التوحيد والفضائل!
2025/08/12

سورة الإخلاص مكية في قول الجمهور، وهو الصحيح، وآياتها 4 آيات، وترتيبها في المصحف الشريف رقم (112)، وترتيبها في النزول رقم (22).

أسماء السورة:

لها أسماءٌ عديدة، بلغ بها بعضُ أهل العلم أكثرَ من 20 اسمًا، أشهرها:

  1. الإخلاص: وهو اسمٌ توقيفي، اشتُهر لاختصاره وجمعه معاني هذه السورة، فهي تشتمل على توحيد الله تعالى، وإخلاص العبادة له سبحانه.

  2. ﴿قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾: وهو اسمٌ توقيفي، وسُميت السورةُ به كونها أول آية افتُتحتْ بها.

  3. الأساس: وهو اسم اجتهادي، وسُميت به لاشتمالها على توحيد الله تعالى، وهو أساس الإسلام.

  4. التوحيد: وهو اسم اجتهادي، وسُميت به لاشتمالها على إثبات أن الله واحد في ذاته وربوبيته وألوهيته، ولأنها ليس فيها إلا التوحيد.

  5. الصَّمَد: وهو اسم اجتهادي للسورة؛ وسُميت به لتفردها بذكر هذا الاسم من أسماء الله الحسنى فيها، ومعناه: الذي تقصده الخلائق كلها في جميع حاجاتها؛ لما له من الكمال المطلق في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله.

ويُطلَقُ على سورة الإخلاص مع سورتَيِ (الفَلَقِ) و(النَّاسِ): (المُعَوِّذاتُ).

وحول سبب نزولها، روى الترمذي عن أُبيِّ بن كعبٍ، رضي الله عنه، أنَّ المُشركينَ قالوا لرَسولِ اللهِ ﷺ: ‌انسُبْ ‌لنا ‌ربَّكَ، فأنزلَ الله {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ} [الترمذي (3364)، وحسَّنه الألباني].

مَقصدُ السورة وموضوعاتها:

مقصد السُّورةِ الأهم: بيانُ ما يَجِبُ لله تعالَى مِن صِفاتِ الكمالِ، وبيانُ ما يَجِبُ تَنْزيهُه عنه مِن النَّقائصِ والأمثالِ. [اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم (2/ 94 ت المعتق)].

وقد اشتملت السورة على المواضيع التالية:

1- إثباتُ وَحدانيَّةِ الله تعالى، وأنه لا يُقصدُ في الحوائجِ غيرُه.

2- أنَّ الله عز وجل الجامعُ لصِفاتِ الكمالِ، والمقصودُ على الدوام، المتنزّه عن صفات النقص.

3- إبطالُ أن يكونَ لله تعالى ولدٌ، أو أن يكونَ مولودًا، وإبطالُ أن يكون المولودُ إلهًا مثل عيسى عليه السلام.

4- تنزيهُ الله عن النَّظيرِ والمثيلِ.

فضائلها وخصائصها:

1- أنَّها تَعدِلُ ثُلُثَ القُرآنِ:

عن أبي الدَّرْداءِ رضيَ الله عنه، عن النَّبيِّ ﷺ، قال:

«أَيَعْجِزُ أحَدُكم أن يَقرأَ في لَيلةٍ ثُلُثَ القُرآنِ؟ قالوا: وكيف يَقرأُ ثُلُثَ القُرآنِ؟ قال: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تَعدِلُ ثُلُثَ القُرآنِ» [أخرجه مسلم (811)]

2- مَن أحَبَّها دخَل الجنَّةَ:

عن أنَسٍ رضيَ الله عنه، قال: جاءَ رجُلٌ إلى رسولِ اللهِ ﷺ فقال: إنِّي أُحِبُّ هذه السورةَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، فقال رسولُ اللهِ ﷺ: «حُبُّكَ إيَّاها أدخَلَكَ الجَنَّةَ» [أخرجه أحمد (12432)، وصححه شعيب الأرناؤوط].

3- مَن أَحَبَّ القِراءةَ بها أَحَبَّه اللهُ، وهي صِفَةُ الرَّحمنِ:

عن عائشةَ رضيَ الله عنها:

أنَّ النَّبيَّ ﷺ بَعَثَ رجُلًا علَى سَرِيَّةٍ، وكان يَقرأُ لأصْحابِه في صَلاتِهم فيَختِمُ بـ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، فلَمَّا رَجَعوا ذَكَروا ذلك للنَّبيِّ ﷺ، فقال: سَلُوهُ لأيِّ شَيءٍ يَصنَعُ ذلك، فسَأَلوه، فقال: لأنَّها صِفةُ الرَّحمنِ، وأنا أُحِبُّ أنْ أقرَأَ بها، فقال النَّبيُّ ﷺ: «أَخْبِرُوهُ أنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّه»[أخرجه البخاري (7375)، ومسلم (813)]

4- ولها فضل كبير وشأن عظيم إذا قُرنتْ مع سورتَيِ (الفَلَقِ) و(النَّاسِ)؛ فيُطلق على السور الثلاث (المُعَوِّذاتُ)، ومن فضلها:

-  أَمَر الرَّسولُ ﷺ بقِراءةِ المُعَوِّذاتِ في دُبُرِ كلِّ صَلاةٍ.

- ما أُنزِلَ مِثلُ المُعَوِّذاتِ في التَّوراةِ ولا في الإنجيلِ ولا في الفُرقانِ.

- مَن قَرأَ المعوِّذاتِ صباحًا ومَساءً ثلاثًا تَكْفِيه مِن كلِّ شَيءٍ.

- كان النَّبيُّ ﷺ إذا اشتكى رقَى نفْسَه بالمعوِّذاتِ.

- كان النَّبيُّ ﷺ يُعَوِّذُ نفْسَه بالمعوِّذاتِ إذا أَوَى إلى فِراشِه.

5- كان النبيُّ ﷺ يقرأ بسورة الإخلاص في ركعاتٍ محددة:

- في رَكعةِ الوِتْرِ.

- في الركعة الثانية من سنَّةِ الفجرِ.

- في الركعة الثانية من سنَّةِ المغربِ.

- في الركعة الثانية من رَكْعَتَي ‌الطّوافِ.

فسورة الإخلاص واحدةٌ من أعظم سور القرآن، وهي إعلان خالص لوحدانية الله وتنزيهه عن النقائص والأمثال، وكنزٌ من الفضائل العظيمة التي تعصم القلب من الشرك والنفاق، وتفتح له أبواب الجنة، فحريٌّ بالمسلم أن يجعلها من أحبِّ السور إلى قلبه؛ لتكون سببًا في نيل محبة الله عز وجل ودخول جنته سبحانه.

✨ شارك الفائدة مع من تحب، فقد تكون سببًا في تذكيره بآية تفتح له باب الجنة!

بحث

الأكثر تداولاً

مع تطبيق مصحف المدينة استمتع بتفسير شامل للآيات يساعدك على فهم القرآن الكريم بسهولة

حمل مصحف المدينة الآن

مدار للبرمجة © 2021 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة