
مرآة الصدق في الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر:
حين تقرأ ما رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رجلًا قال له: "أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر"، فيجيبه الحكيم المربّي رضي الله عنه: "إن لم تخش أن تفضحك هذه الآيات الثلاث فافعل، وإلا فابدأ بنفسك"، ثم يتلو هذه الآيات:
القرآن يعلّمنا أن إصلاح النفس هو الخطوة الأولى قبل نصح الآخرين.
﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ ﴾ [البقرة: 44]
﴿ لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2-3]
﴿ مَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ﴾ [هود: 88]
تشعر وأنت تتأمل هذه الآيات أن القرآن لا يدع مجالًا للرياء أو ازدواجية المواقف؛ فهو يضعك أمام مرآة صافية ترى فيها نفسك قبل أن تلتفت إلى غيرك.
🔹 أمر بالبر…
لكن لا تنسَ نفسك: الإصلاح يبدأ من الداخل، قبل أن يكون كلمات نلقيها للآخرين.
🔹 قول بلا فعل…
ممقوت عند الله: لأن الكلمة حين تخالف العمل تفقد بركتها وأثرها.
🔹 القدوة قبل الدعوة:
كما قال شعيب عليه السلام، لا ينهى عن أمر ثم يأتيه، ولا يأمر بشيء ثم يتركه.
رسالة عميقة قبل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
قبل أن ترفع راية النصح، طهّر سلوكك، واصلح عيوبك، حتى يكون لكلامك نورٌ يُرى قبل أن يُسمع، ولأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر أثرٌ في القلوب قبل الآذان.